هدي الجنة حامية الإسلام
الجنس : العمر : 29 عدد المساهمات : 1122
| موضوع: بدع عاشوراء السبت أكتوبر 23, 2010 11:06 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين بدع عاشوراء سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل، و الاغتسال، و الحناء، و المصافحة، و طبخ الحبوب، و إظهار السرور، و غير ذلك.. هل لذلك أصل ؟ أم لا ؟ الجواب: الحمد لله رب العالمين، لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي و لا عن أصحابه، و لا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين لا الأئمة الأربعة و لا غيرهم، و لا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئاً، لا عن النبي صلى الله عليه و سلم و لا الصحابة، و لا التابعين، لا صحيحاً و لا ضعيفاً ، و لكن روى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما رووا أن من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد في ذلك العام، و من اغتسل في يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام، و أمثال ذلك.. و رووا في حديث موضوع مكذوب عن النبي : ( أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر السنة ). و رواية هذا كله عن النبي كذب. ثم ذكر رحمه الله ملخصاً لما مر بأول هذه الأمة من الفتن و الأحداث في مقتل الحسين و ماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك: " فصارت طائفة جاهلة ظالمة ( و هم الشيعة و الروافض ): إما ملحدة منافقة، و إما ضالة غاوية، تظهر موالاته و موالاة أهل بيته، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم و حزن و نياحة، و تظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود، و شق الجيوب، و التعزي بعزاء الجاهلية.. " و هذا مما نهى عنه بقوله " ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب و دعا بدعوى الجاهلية " و إنشاد قصائد الحزن، و رواية الأخبار التي فيها كذب كثير و الصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن، و التعصب و إثارة الشحناء و الحرب، و إلقاء الفتن بين أهل الإسلام، و التوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين ( من الصحابة و أمهات المؤمنين..) و شر هؤلاء و ضررهم على أهل الإسلام لا يحصيه الرجل الفصيح في الكلام. فعارض هؤلاء قوم إما من النواصب المتعصبين على الحسين و أهل بيته، و إما من الجهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد، و الكذب بالكذب، و الشر بالشر، و البدعة بالبدعة، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح و السرور يوم عاشوراء كالاكتحال و الاختضاب، و توسيع النفقات على العيال، و طبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، و نحو ذلك مما يفعل في الأعياد و المواسم، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسماً كمواسم الأعياد و الأفراح، و أولئك يتخذونهم مأتماً يقيمون فيه الأحزان و الأتراح، و كل الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة،وَإِنْ كَانَ أُولَئِكَ أَسْوَأَ قَصْدًا وَأَعْظَمَ جَهْلًا , وَأَظْهَرَ ظُلْمًا .. وَلَمْ يَسُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الأُمُورِ , لا شَعَائِرَ الْحُزْنِ وَالتَّرَحِ , وَلا شَعَائِرَ السُّرُورِ وَالْفَرَحِ .. وَأَمَّا سَائِرُ الْأُمُورِ : مِثْلُ اتِّخَاذِ طَعَامٍ خَارِجٍ عَنْ الْعَادَةِ , إمَّا حُبُوبٌ وَإِمَّا غَيْرُ حُبُوبٍ , أَوْ تَجْدِيدُ لِبَاسٍ وَتَوْسِيعُ نَفَقَةٍ , أَوْ اشْتِرَاءُ حَوَائِجِ الْعَامِ ذَلِكَ الْيَوْمِ , أَوْ فِعْلُ عِبَادَةٍ مُخْتَصَّةٍ . كَصَلاةٍ مُخْتَصَّةٍ بِهِ , أَوْ قَصْدُ الذَّبْحِ , أَوْ ادِّخَارُ لُحُومِ الأَضَاحِيّ لِيَطْبُخَ بِهَا الْحُبُوبَ , أَوْ الاكْتِحَالُ وَالاخْتِضَابُ , أَوْ الاغْتِسَالُ أَوْ التَّصَافُحُ , أَوْ التَّزَاوُرُ أَوْ زِيَارَةُ الْمَسَاجِدِ وَالْمَشَاهِدِ , وَنَحْوُ ذَلِكَ , فَهَذَا مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ , الَّتِي لَمْ يَسُنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ , وَلا اسْتَحَبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لا مَالِكٌ وَلا الثَّوْرِيُّ , وَلا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , وَلا أَبُو حَنِيفَةَ , وَلا الأَوْزَاعِيُّ , وَلا الشَّافِعِيُّ , وَلا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَلا إسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ , وَلا أَمْثَالُ هَؤُلاءِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ , وَعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ ..
الفتاوى الكبرى لابن تيمية
وذكر ابن الحاج رحمه الله من بدع عاشوراء تعمد إخراج الزكاة فيه تأخيرا أو تقديما وتخصيصه بذبح الدجاج واستعمال الحنّاء للنساء : المدخل ج1 يوم عاشوراء
نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان وأن يوفقنا لما يحب ويرضى ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
| |
|