صيفا مثمرا

موضوع: صيفا مثمرا الأربعاء فبراير 09, 2011 4:17 am

: صيفا مثمرا
صيفا مثمرا Info%5C178201020304PM1

إن كنتِ ترغبين في أن تتمتعي ببساتين صيفية بديعة المناظر، زكية الروائح،
وتجنى ثمارا يافعة ناضجة صالحة الاستعمال والتخزين على مدار العام.
وإذا
كانت نفسكِ تصبو لقضاء صيف ممتع ومتميز، وتشتاقين للتجوال والتنزه في هذا
البستان حيث المتعة والراحة والهدوء والاسترخاء؛ عليكِ أن تستبدلي عبارة
(هيا نقتل الوقت)، أو (تعالي نضيع الوقت) ولتضعي مكانها عبارة (هيا نستثمر
الوقت) أو (تعالي نعمر الوقت)؛ لأن وقتك يا غاليتي هو أنفاسك، و أغلى ما
تملكين وهو رأس مالك فلتكن تجارتك رابحة.

عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل
هرمك وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك ,وحياتك قبل موتك)
رواه أحمد، والحاكم وصححه، وحسنه العراقي والسيوطي والألباني.

فالمؤمنة
كالنحلة في بستان الصيف تمتص رحيق كل زهرة، وتتنقل من عمل إلى عمل، ومن
طاعة إلى أخرى تحقيقا لقول الله " فإذا فرغت فانصب"سورة الشرح.

مع
بداية موسم الصيف أسرعي بالتوبة، وتجديد النية خالصة لله، وعددي النوايا في
قضاء أوقاته، وليكن صيفكِ نقيا طاهرا بلا معاصي، ولتكوني وسط الناس متميزة
بطاعتك لله، ومتمسكة بحجابك.

ضعي خطة تنفيذية لقضاء الصيف، أجيبي فيها عن لماذا؟ كيف؟ متى؟ أين؟ ومع من أقضى إجازتي؟

واعقدي عزمكِ صادقة أن تكوني دوما مع الله، بمعنى ألا يراكِ الله حيث نهاكِ وألا يفتقدكِ حيث أمرك.

واستحضري بنيتي أن الله معكِ، وأن الله ناظر إليكِ، وأن الله شاهد عليكِ.

فما
أن تشرق شمس صيفكِ الصافي؛ حتى تطيري بجناحي المؤمن الخوف والرجاء، تخافين
غضب الله إن زللتِ في معصية وترجين رضاه ورحمته عنكِ إن تقربتِ بطاعة.

وليكن فمكِ رطبا بذكر الله، ولتعطري أجواء يومكِ بالتسبيح والتحميد والتكبير والقرآن.

يمكنكِ في دقائق قليلة أن تقولي سبحان الله العظيم وبحمده يغرس لكِ بكل واحدة غرسا في الجنة.
فانظري إلى مضيعة الساعات كم يفوتها من الغرس؟ و فى دقائق أخرى سبحان الله وبحمده 100 مرة تغفر لكِ خطاياكِ ولو كانت مثل زبد البحر.
ثم في دقائق تالية تصلين على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتنالي شفاعته.

ثم
تنطلقين حرة طليقة تعين المعنى الحقيقي للحرية، وهو ألا تكوني عبدا لهواكِ
ولا لشهوتك إنما عبوديتك لله وحده "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله
رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين"سورة الأنعام.

ولتكوني
على حذر من أشواك البستان، قاطعي كل ما يثير الشهوات و يعين على الفواحش
من مجلات أو قنوات تجنبي ملوثات الروح وسموم الأفكار، واحذري لصوص الوقت
وحافظي على محصولك النضير، واحمي ثماره من العطب والتلف وآفات النميمة
والسخرية والاستهزاء بالآخرين، واحذري صديقة السوء قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داود،
والترمذي وحسنه الألباني.

بعد ذلك تستطيعين أن تستمتعي بالصيف مع
تجويد للقراّن، أو تعلم لغة الكمبيوتر، أو قراءة في تفسير، وكذلك يمكنكِ
الاطلاع على كتب ثقافية، والاشتراك في مجلة أسبوعية أو شهرية، والاشتراك في
مكتبة وحضور دروس العلم أو ندوات الحوار المثمر.
يمكنكِ أن تلخصي
كتابا، أو تكتبي خواطرك، وتطلقي لعنان فكرك أن يسبح وينطلق، واسعي لاكتشاف
قدراتك، وطوري ذاتك بالدورات التنموية، والقراءات المفيدة في تطوير الشخصية

ولعلك تتساءلين أين وقت المرح واللعب؟ لا تقلقي حبيبتي بستانك مغمور
بالمفاجآت والملاهي البريئة واللعب المباح، وقد ورد في وصية الرسول صلى
الله عليه وسلم لحنظلة رضي الله عنه (يا حنظلة ساعة وساعة) رواه مسلم.

ويمكنكِ
وأنتِ تمرحين أن تتفكري وتتأملي في الكون وقدرة الله الخالق، وأنتِ
تستمتعين بالتجول في الطبيعة وأن تقارني بين متعة الدنيا ومتع الآخرة
ونعيمها، وتتخيلي أنهار جنتك وبساتينها نسأل الله أن يجعلنا من أهلها.

مارسي
الرياضة في بيتك لتصوني بها جسمك وتحافظي على صحتك، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم (إن لبدنك عليك حقا) حديث شريف متفق عليه.
ثم استظلي
تحت أشجار ممتدة الظل من بر الوالدين، وصلة الأرحام، ومساعدة الفقير،
وعيادة مريض، وقضاء الحاجات، وإغاثة الملهوف،قال الحبيب صلى الله عليه
وسلم(أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور
تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضى عنه دينا أو تطرد عنه جوعا، ولأن
أمشي مع أخي في حاجاته أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرا، ومن كف غضبه
ستر الله عورته) رواه الطبراني وغيره، وحسنه الألباني.